الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..... وبعد
فما زال شعر المقلین فی الأدب العربی مفتقرا إلى الدرس والبحث ، وکشف اللثام عن أصحابه ؛ طلبا لظواهر بارزة تعکس قدرات إبداعیة للمقل ، فتعطی الدراسةُ عطاء قد یسهم فی تفسیر أو تصحیح بعض المفاهیم الأدبیة .
وجبیهاء الأشجعی شاعر بدوی من مخالیف الحجاز ، یغلب على نتاجه تصویر الحیوان ، ویثیر فی النفس الاستفهام عن ملامح هذه الصور ، وأثرها فی النهوض بغایات الشاعر وأهدافه ، وأثر بیئته وملامحه النفسیة والثقافیة فیها ، ومدى مقدرته وتمکنه من أدوات فنه ، وعن الأسباب الکامنة وراء قلة نتاجه ، وحقیقة وصف بعضهم له بأنه شاعر خبیث اللسان .
وإدراکا لهذه الغایات ارتأى الدارس أن تکون خطة البحث کالآتی:ـ
* المقدمة : ـ وفیها : أسباب اختیار الموضوع ، وخطته ، وأظهر صعوباته .
* التمهید : ـ وفیه تعریف بالشاعر ، وأبرز العوامل المؤثرة فی شعره .
* المبحث الأول : ـ واشتمل الحدیث عن ملامح ووظائف الصورة الشعریة فی حدیث جبیهاء عن الحیوان .
* المبحث الثانی : ـ وتضمن نظرات نقدیة فی صور الرجل الشعریة.
* الخاتمة : ـ وهی مسرد لأهم نتائج البحث .
* ثبت المصادر والمراجع .
والدراسة محاولة من الباحث لثبر أغوار شعر المقلین فی الأدب العربی ، وغیر بعید عن القارئ صعوبة البحث فی نتاج هذه الفئة من الشعراء ؛ لقلته ؛ وتبعثره فی عدد قلیل من المصادر والمراجع المتنوعة المشارب ، فإن کان التوفیق حلیفه ففضل من الله ونعمة ، وإن کانت الأخرى فحسبه المحاولة ، وفی قابل الأیام إدراک لما فات بإذن الله تعالى .
وعلى الله قصد السبیل والتکلان