فقد لفت نظري اقتصار حديث الاغتفار عند النحويين على الثواني فقط، وکيف أنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الأوائل ، حتى شاع في کــتبهم قولهم : " کـــثيرًا ما يـغتفر في الـــثواني ما لا يـــغتفر في الأوائل " ، وقولهم : " يحتمل في التابع ما لا يحتمل في المتبوع " وهو قول يوهم أن حديث المغتفرات في کلام العرب لم يجر إلا في هذا الموضع ، ويؤکد هذا الإيهامَ الدراسةُ التي وقعْتُ عليها مؤخرًا بعنوان : " الاغتفار في الثواني " ، وهي دراسة قام بها أحد الباحثين المعاصرين(3) ، واقتصر فيها – کما يتضح من عنوانها – على حديث الاغتفار في الثواني فقط . ولکني وجدت أن حديث المغتفرات في کلامهم أعم من ذلک وأشمل ، وأنه جارٍ في مواضع کثيرة من کلامهم ، فعزمت على جمع النُّثَار المتشتت من هذه المغتفرات في صعيد واحد ، ودراستها دراسة نحوية صرفية ، توثق هذا الحديث ، وتکشف عن طرائفه وعلله التي تنوعت تنوعًا کبيرًا ، فمن هذه المغتفرات ما اغتفر ؛ لأمن لبس ، ومنها ما اغتفر ؛ لعدم بأس ، ومنها ما اغتفر ؛ بحق شبه ، ومنها ما اغتفر ؛ لکثرة استعمال ، إلى آخر هذه الأمور التي رصدها البحث وأبرزها . وقد يوحي وصف الشيء بالاغتفار أنه ضعيف في کلامهم ، والحق خلاف ذلــک؛ لأن مما اغتفروه ما کثر وشاع في کلامهم ، کما سيأتي بيانه. مــن أجــل ذلــک کـــله کــــان بــحثي هـــذا : المغتفرات في کلام العرب " دراسة نحوية صرفية " . وقـــد جـــعلـتـه فـي مبحثين ، تسبقهما مقدمة ، وتعقبهما خاتمة ، أما المقدمة فألمحت فيها إلى أهمية الموضوع ، والدافع إلى تناوله . وأما المبحثان فقد عقدت أولَهما للحديث عن المغتفرات في الدرس النحوي ، وعقدت الآخر للحديث عنها في الدرس الصرفي . وأما الخاتمة فسجلت فيها أهم ما انتهى إليه البحث من نتائج .
. (2016). المغتفرات في کلام العرب دراسة نحوية صرفية. مجلة قطاع کليات اللغة العربية و الشعب المناظرة لها, 10(1), 897-982. doi: 10.21608/jsfs.2016.33328
MLA
. "المغتفرات في کلام العرب دراسة نحوية صرفية". مجلة قطاع کليات اللغة العربية و الشعب المناظرة لها, 10, 1, 2016, 897-982. doi: 10.21608/jsfs.2016.33328
HARVARD
. (2016). 'المغتفرات في کلام العرب دراسة نحوية صرفية', مجلة قطاع کليات اللغة العربية و الشعب المناظرة لها, 10(1), pp. 897-982. doi: 10.21608/jsfs.2016.33328
VANCOUVER
. المغتفرات في کلام العرب دراسة نحوية صرفية. مجلة قطاع کليات اللغة العربية و الشعب المناظرة لها, 2016; 10(1): 897-982. doi: 10.21608/jsfs.2016.33328