المغتفرات في کلام العرب دراسة نحوية صرفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

    فقد لفت نظري اقتصار حديث الاغتفار عند النحويين على الثواني فقط، وکيف أنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الأوائل ، حتى شاع في کــتبهم قولهم : " کـــثيرًا ما يـغتفر في الـــثواني ما لا يـــغتفر في الأوائل "  ، وقولهم : " يحتمل في التابع ما لا يحتمل في المتبوع " 
    وهو قول يوهم أن حديث المغتفرات في کلام العرب لم يجر إلا في هذا الموضع ، ويؤکد هذا الإيهامَ الدراسةُ التي وقعْتُ عليها مؤخرًا بعنوان : " الاغتفار في الثواني " ، وهي دراسة قام بها أحد الباحثين المعاصرين(3) ، واقتصر فيها – کما يتضح من عنوانها – على حديث الاغتفار في الثواني فقط .
    ولکني وجدت أن حديث المغتفرات في کلامهم أعم من ذلک وأشمل ، وأنه جارٍ في مواضع کثيرة من کلامهم ، فعزمت على جمع النُّثَار المتشتت من هذه المغتفرات في صعيد واحد ، ودراستها دراسة نحوية صرفية ، توثق هذا الحديث ، وتکشف عن طرائفه وعلله التي تنوعت تنوعًا کبيرًا ، فمن هذه المغتفرات ما اغتفر ؛ لأمن لبس ، ومنها ما اغتفر ؛ لعدم بأس ، ومنها ما اغتفر ؛ بحق شبه ، ومنها ما اغتفر ؛ لکثرة استعمال ، إلى آخر هذه الأمور التي رصدها البحث وأبرزها .
    وقد يوحي وصف الشيء بالاغتفار أنه ضعيف في کلامهم ، والحق خلاف ذلــک؛ لأن مما اغتفروه ما کثر وشاع في کلامهم ، کما سيأتي بيانه.
    مــن أجــل ذلــک کـــله کــــان بــحثي هـــذا : المغتفرات في کلام العرب " دراسة  نحوية صرفية " .
    وقـــد جـــعلـتـه فـي مبحثين ، تسبقهما مقدمة ، وتعقبهما خاتمة ، أما المقدمة فألمحت فيها إلى أهمية الموضوع ، والدافع إلى تناوله .
    وأما المبحثان فقد عقدت أولَهما للحديث عن المغتفرات في الدرس النحوي ، وعقدت الآخر للحديث عنها في الدرس الصرفي .
    وأما الخاتمة فسجلت فيها أهم ما انتهى إليه البحث من نتائج .