الأثر الدلالي لاختلاف القراءات القرآنية المتواترة وتنوعها في إيضاح الأحکام الأسرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فالقرآن الکريم کلام الله- تعالى- المعجز، قال تعالى: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَکِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت/ 42 ، وقد نشأت حول القرآن الکريم علوم عديدة، وفى القلب من هذه العلوم يقع علم القراءات الذى يتعلق بألفاظ القرآن الکريم من حيث کيفية أدائها وقراءاتها، وعلى الرغم مما بُذِل فى هذا العلم من جهد محمود، إلا أنه لا يزال مجالاً خِصْباً لاستکناه أسراره، فهو علم جَمُّ المحاسن، واسع التصرف، بعيد الغور، شمل کل النواحى والمجالات الإنسانية وغيرها، ومن ذلک الجانب الذى يتعلق بالأسرة، وفى القلب منه المرأة، حيث أکرمها الله- عز وجل- باعتبارها نواة الأسرة المسلمة، فأفرد لها فى کتابه أحکاماً تشريعية خاصة بها على مختلف أدوارها- زوجة، وأما، ومرضعة، وغيرها من الأدوار؛ إبرازاً لدورها فى الأسرة، وحفاظاً على التماسک الأسرى، ومن ثم الحفاظ على تماسک المجتمع الإسلامى، فلاشک أن الأسرة هى قاعدة الحياة البشرية، وقد اقتضت إرادة المولى- عز وجل- أن تبدأ النبتة فى الأرض بأسرة واحدة، حيث خلق سبحانه نفساً واحدة، ثم خلق منها زوجها، فکانت أسرة من فردين (زوج- زوجة)، وبث مِنْهُمَا رجالاً کثيراً ونساء، قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّکُمُ الَّذِي خَلَقَکُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً کَثِيرًا وَنِسَاء....) (النساء/1 ) وقد عُنِىَ الإسلام برعاية الأسرة، وتثبيت بنيانها، وحمايتها من کل شئ يمکن أن يُوهن هذا البناء، فوضع أحکاماً أسرية اتضحت من خلال اختلاف القراءات القرآنية وتنوعها.
وکان لاختلاف القراءات القرآنية وتنوعها کبير الأثر فى تحديدها واتضاحها ،