قراءة الإمام نصر بن عاصم الليثي النحوي المتوفى سنة (89هـ) جَمْعًا وتوثيقًا وتوجِيهًا (نحويَّا وصرفيًّا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فَتُعَدُّ قراءة الإمام «نصر بن عاصم النحوي» ميدانًا خصبًا للدراسات اللغوية، لأمور منها :
    الأول: اتصال هذا الموضوع بکتاب الله الکريم.
    والثَّاني : أنها لعَلَمٍ نحوي من علماء الطبقة الأولى من نحاة البصرة ، تتضح جهوده النحوية من خلالها.
    والثالث: أنها تدور حول أصل من أصول الاحتجاج عند اللغويين ؛ وهو القراءات الشاذة-إذ إن قراءته تعد من القراءات الشاذة-، وقد أطبق الناس على الاحتجاج بها في العربية ([1])، وجهود العلماء بالنسبة للقراءات الشاذة تأليفًا وتوجيهًا  تعد ُّ قليلة مقارنةً بجهودهم المبارکة في القراءات المتواترة وتوجيهها، فقد وصل إلينا من جهود العلماء في توجيه القراءات الشاذة : «المحتسب» لابن جني ، و«إعراب القراءات الشواذ» للعکبري، بالإضافة إلى کتب التفاسير المعنية بذلک کـ«البحر المحيط» وغيره ، وهذا العمل سيضاف-بمشيئة الله- إلى هذه الجهود في هذا الشأن.
    والرابع: أن إبرازَ جهود أحد علماء الطبقة الأولى من نحاة البصرة يعدُّ خطوةً على الطريق لاستکمال باقي جهود علماء هذه الطبقة ، وفي جمع هذه الجهود  تلاشٍ لما يسمَّى بـ«الحلقة المفقودة في النحو العربي» شيئًا فشيئًا، وقد عزمتُ على استکمالها-بمشيئة الله-.
       وتوجيه القراءات القرآنية کما قال الزرکشي([2]): «فَنٌّ جَلِيلٌ، وَبِهِ تُعْرَفُ جَلَالَةُ الْمَعَانِي وَجَزَالَتُهَا ، وَقَدِ اعْتَنَى الْأَئِمَّةُ بِهِ وَأَفْرَدُوا فِيهِ کُتُبًا... وَتَوْجِيهُ القِرَاءَةِ الشَّاذَّةِ أَقْوَى فِي الصِّنَاعَةِ مِنْ تَوْجِيهِ المَشْهُورَة».
    ولا يخفى على المتخصص الصلة الوثيقة ، والعلاقة المتينة بين علم النحو وعلم القراءات ، وتبرز هذه الصلة في موافقة القراءات القرآنية لقواعد العربية ، وبيان ما فيها من وجوه إعرابية ، والاستشهاد بها في مواضع الخلاف النحوي ، وغيرها، وقد ألمح إلى ذلک ابن الجزري بقوله([3]) :«..وأن يُحَصِّلَ جانبًا من النحو والصرف ، بحيث إنه يوجِّهُ ما يقع له من القراءات، وهذان من أهم ما يحتاج إليه ، وإلا يُخطئ في کثير مما يقع في وقف حمزة والإمالة ، ونحو ذلک من الوقف والابتداء وغيره».
    ولما کانت قراءة الإمام «نصر بن عاصم النحوي» متفرقةً في بطون کتب القراءات ، وکتب المعاجم واللغة ، وکتب التفاسير ، وکتب التراجم وغيرها، ولم يجمعها کتاب واحد ، عقدتُ العَزْم على جمعها ، وترتيبها حسب سورها، وتوجيهها توجيهًا نحويًّا وصرفيًّا.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون في فصلين:
    الفصل الأول: « الإمام نصر بن عاصم وقراءته»، ويشمل ثلاثة مباحث :
    المبحث الأول: التعريف بالإمام «نصر بن عاصم النحوي».
    المبحث الثاني: التعريف بـقراءة «نصر بن عاصم»، ومنزلتها بين القراءات.
    المبحث الثالث: ملامح الفکر النحوي والصرفي لـ«نصر بن عاصم» في ضوء قراءته.
    الفصل الثاني: جمع «قراءة نصر بن عاصم النحوي» وتوثيقها وتوجيهها.
    ثم ذيلت البحث بخاتمة ، وثبت بالمصادر والمراجع ، وفهرس للموضوعات.
    هذا.. وإن کنت قد وفِّقْتُ فمن الله، فهو خير مُعِين للمجتهدين، ﴿ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾[هود:88] ، وإن تکن الأخرى -﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾[يوسف:53]-فحسبي أني قد اجتهدت ، ولي أجر الاجتهاد ، ﴿ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﴾[يونس:10].



([1]) انظر: الاقتراح ص68، ودراسات لأسلوب القرآن الکريم1/1، في أصول النحو لسعيد الأفغاني ص 28- 29.


([2]) البرهان في علوم القرآن1/339، 341.


([3]) منجد المقرئين ص50-51.

الكلمات الرئيسية