المنفيون في عصر المماليک (648 - 922هـ/1250- 1917م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

إن توافر الأمن والأمان في البلاد هو أهم ما تحتاجه الأمم في أوطانها، ومن وسائل وجوده وحفظه: المحافظة على تطبيق الشريعة الإسلامية؛ ولذا فمن أجل الأمن والأمان شُرعت الحدود؛ لأن بها تُحقن الدماء، وتُصان الأعراض والأموال.
وعقوبة النفي واحدة من العقوبات الشرعية المنصوص عليها في الکتاب والسنة، وتُطبق على کل مرتکب للذنب ممن هو مخاطب بأحکام الشرع؛ لما فيها من کف الأذى عن الناس، وصلاح للمنفي حتى تظهر توبته.
وقد عُني سلاطين المماليک بتطبيق تلک العقوبة على کل من اقترف جُرمًا استوجبها، وما ذلک إلا امتثالاً لأمر الله؛ بإقامة شرعه، ثم للردع والزجر أفرادًا وجماعات عن ارتکاب الجرائم، ومن ثَمَّ تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد والعباد، ولتبقى الرعية على نظم الاستقامة.