المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم في ميزان النقد المعجمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

إن إصلاح المنطق لابن السکيت قد بلغ مبلغًا عظيمًا بين الکتب، وذلک لشرف موضوعه، وتنوع قضاياه، وغزارة معلوماته مما دعا جمعًا غفيرًا من العلماء للقيام بشرحه أو تلخيصه أو تهذيبه أو شرح أبياته أو غير ذلک من أنواع الاهتمام بالکتاب، حتى قال عنه المبرد:" ما رأيت للبغدديين کتابًا أحسن من کتاب يعقوب بن السکيت في المنطق"، ونقل ابن خلکان عن بعض العلماء قوله:" ما عبر على جسر بغداد کتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق" .
لکنه مع غزارة علمه وأهميته صعب المطلب، وغزير المأخذ، کثير التکرار غزير الشواهد، مما دفع أبا البقاء عبد الله بن الحسين بن عبدالله بن الحسين محب الدين العکبري إلى جمعه في کتاب مرتبًا ترتيبًا معجميًا، بعد أن حذف مکرره، وفصل مجمله، وأکمل ما نقص من شواهده، وشرح ما غمض من معناه ... إلخ في کتاب أسماه " المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم"، يقول في مقدمته متحدثًا عن قيمة الکتاب:" ... ومن أوسطها حجمًا وأوثق مصنفيها رواية وعلمًا کتاب إصلاح المنطق ... إلا أنه مع توسط حجمه وغزارة علمه متوعر المسلک مستصعب المدرک لأشياء، منها التکرار المحض الممل لحفاظه، والترتيب الموجب تفرق ألفاظه، ومنها إهمال کثير من لغته عن التفسير، وذکر اللفظة مع غير النظير".
وکان ذلک دافعًا له إلى القيام بصنع هذا المعجم الذي يجمع فيه متفرقه، ويلم شوارده، ويبين غامضه، وفي هذا يقول:" ولم أزل لفرط شغفي به وحسن اعتقادي فيه أحب أن يکون على أسلوب يُقَرِّب منه تناول المطلوب فرأيت أن أجمع شمل شوارده لتزدوج مفترقات فرائده، فرتبته على حروف المعجم، وسويت في وضوح معانيه بين الفصيح والأعجم ...إلخ".
کما بين منهجه في ترتيب معجمه، فقال:" وأتيت به على طريقة المجمل إلا أني ذکرت مضاعف کل حرف في أول بابه، وأخرت ذکر المطابق والرباعي والخماسي إلى آخر الکتاب، فذکرته هناک متواليًا مرتبًا على الحروف أيضًا؛ ليقرب مأخذه، وينقاد مستصعبه"

الكلمات الرئيسية