آراء المازنــي في المقتصد للجرجاني جمعًــا ودراســــة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق ، وسَيِّد المرسلين ، سيدنا محمد بن عبدالله ، أعذب الخلق بلاغةً ، وأجلهم قدرًا ومنزلةً، أبلغ من شدا بالأدب، وأفصح من نطق بالضاد، صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ أَعْلَام الإِسْلَام وأصحابه مصابيح الظلام ، الأخيار الراشدين ، ومن تبعهم باحثًا عن الحقِّ المبين ، وعلينا معهم برحمتک يا رب العالمين، وبعد ،
فلقد فضَّل الله اللغة العربية على سائر اللغات ، واختارها من بين اللغات لغةً لأفضل الأديان ، ولخير إنسانٍ، وزادها تکريمًا فأنزل بها القرآن.
ولا بقاء لأمةٍ ولا ازدهار إلاَّ بأخذها بسنن السابقين ، والاطّلاع على ما خلَّفوا من تراثٍ ثقافِـيٍّ والبناء عليه ..
وقد کتب الأقدمون في کل علوم اللغة وأبدعوا ، وستبقى کتبهم نافذةً يُطِلُّ منها أبناء هذا العصر على ماضي أمتهم الزاهر .
ولقد ارتفع صَرْحُ اللغة على أيدي العلماء الأجلاء الذين ترکوا لنا تراثًا ضخمًـا ، يحتاج إلى مواصلة البحث والدرس حتى تُصَانَ اللغة، وتنمو وتزدهر.
ومن هؤلاء الإمام عبدالقاهر الجرجاني، الذي ألَّف المؤلفات المفيدة القيمة، عرفها العالِـمُـون والمتعلمون ، وقدَّروها حقَّ قدرها ، ومن بين مؤلفاته هذا السفر العظيم الذي سمَّـاه ( المقتصد) شرَح به إيضاح الفارسي وتکملته ، حيث عرض آراء سابقيه من النحويين واللغويين ، فَنَاقش ورجَّح وضعَّف ، فأردتُ أن أقيم دراسة من خلال هذا السفر العظيم، فوقع اختياري على موضوعٍ بعنوان :
آراءُ المازني في المقتصد للجرجاني جمعًـا ودراسـةً
وقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع ما يأتي :
1-  مکانة المازني بين علماء النحو، فهو إمام العربية في زمانه ، کما أنــَّه أحد الأئمة المجتهدين ، أصحاب الآراء المستقلة .
2-  أن المازني من الأئمة الأعلام الذين خلَّفوا لنا تُراثًـا لغويًّـا ضخمًـا يستحق الشکر والتمجيد ، أفاد منه جُلُّ من أتى بعده ، حيث إنَّ آراءه شَرَّقَت وغَرَّبت ، وسار بها الرکبان ، وهي جديرة بالبحث والمناقشة .
3-  المکانة العلمية الکبيرة لکتاب المقتصد ومؤلفه الشيخ عبدالقاهر الجرجاني، وهو مَنْ هو في الدقة والبيان .