مِنَ الْقِيَمِ الأَخْلاقِيَّةِ فِي النَّحْــوِ الْعَــرَبِيِّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 
الحمد لله ذي الجلال والإکرام، والصلاة والسلام على خير الأنام وآل بيته، وبعد...
فإنَّ نزول القرآن الکريم بلغة العرب نقلها من المحلية إلى العالمية، ورفعها مکانًا عَلِيًّا، وبَثَّ في ضوابطها الموجِّهة روائع إنسانية، وقِيمًا أخلاقيةً. وقد انتخبتُ من تراثنا النحويّ اثنتي عشرة قيمةً، أردت أن يبدوَ فيها جلالُ العربية، وسُمُوُّ ضَوابطها، ورُقِيُّ قواعدها، ورَوْعَةُ تراکيبها، وجمالُ أساليبها، وأنَّها لغة ذات رسالةٍ أدبيَّةٍ، تُراعِي مصلحة الإنسانية، وتکفل سعادة البشرية بتحقيق الأمن والأمان في المجتمعات؛ لحضِّها على کلِّ جميل، وتحذيرها من کلِّ قبيحٍ. وتلک القيم هي:
(1) التحلي بالأوصاف الجميلة.                 (2) الوفاء لأهل الصحبة السالفة.
(3) أدب الحوار.                (4) حق الجوار.              (5) مُصَاحَبَةُ الأَخْيَارِ.
 (6) إنزال الأشياء منازلها.                        (7) إعطاء المحتاج ما يکفيه.
 (8) الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر.          (9) الأخذ بيد الضعيف.
 (10) المشغول لا يشغل.                                 (11) الإصلاح بين المتنازعين.
 (12) المتضادان لا يَجْتَمِعَانِ.                  (13) ترک الکلام بما ليس يقينًا.
 (14) صيانة اللسان.                           (15) حفظ النفس.
 (16) المعارضة القوية بناءة.                 (17) المنع من القياس لمانع شرعي.
وکل ذلک وغيره من القيم الأخلاقية الراقية يدفعنا إلى التنبيه على أمرين عظيمين:
أولهما: الاعتزاز بلغتنا الشريفة، واستشعار جمالها وجلالها، کما فعل ابن جني من قبل؛ فقد ذکر أَنَّهُ إذا تَأَمَّلَ حالَ هذه اللغة الشريفة الکريمة اللطيفة وَجَدَ فيها من الحکمةِ والدقَّة والإرهافِ والرِّقَّة ما يَملک عليه جانبَ الْفِکْرِ حتى يکادُ يصلُ به إلى غاية السِّحْر([1]).
والآخر: القيام بالواجب علينا تجاه تراثنا العربي دراسةً وتدريسًا، وتحقيقًا وتدقيقًا، وتيسيرًا وتهذيبًا، وتفاعلاً مع المستجدات مناقشةً وتأصيلاً ونقدًا.


 



([1]) ينظر : الخصائص1/48.