الاکتِنَافُ في بِنْيةِ الکلمةِ العربيةِ جمعًا وتأصيلاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله الذي اکتَنَفَنا بعظيم آلائه، واغتَمَرَنا بفيض عطائه. والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ إمامِ رسلِه، وتمامِ أنبيائِه، وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه، وأَحِبَّائه.
أما بعد ،،
فإن الله تعالى اختار العربيةلغةً لقرآنِه، ولسانًا لفُرقانِه؛ فبقيتْ سامِقَةً شامخةً، لا يَزيدُها القِدَمُ إلا حَدَاثةً وطَلَاوةً، ولا تَمنَحُها کثرةُ الرَّدِّ إلا صِقَالًا وأصالةً.
ولهذا فإن کثيرا من قضاياها ومسائلها ظلت بحاجة إلى من يَعقِلُ شواردَها،  ويَکشِفُ غوامضَها، ويوضحُ مقاصدَها، ومن هذه القضايا: قضية" الاکتناف " وبخاصة الجانب الصرفي منه، فعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع إلا أنني لا أعلم أحدا أفرده من هذا الجانب بدراسة تَسْبِر أغوارَه، وتُظهِرُ أسرارَه، وتُبرزُ عظيمَ أثرِه في بنية الکلمة العربية؛ إذ إنه يَنْبَنِي عليه قلبُ بعضِ حروفِ الکلمةِ قلبًا إعلاليًّا أو مکانيًّا، أو حذفُ بعضِ حروفِها. وعلى العکس من ذلک فقد يَلزمُ بسببه تصحيحُ الکلمةِ والحفاظُ على سلامة حروفها؛ صونًا لبنائها من الالتباس بغيره من الأبنية.