تداخل الأصول وأثره في التفسير (الدر المصون نموذجًا) دراسة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أفصح الخلق وخاتم النبيين والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد عکف علماء العربية على تفسير القرآن الکريم وشرح معاني ألفاظه واشتقاقها، وکان التَّفسير الاشتقاقي للألفاظأحد الطرق المهمة في شرح وتفسير الألفاظ القرآنية الکريمة؛ حيث بيان أصل الکلمة والعلاقة التِّي تربط الکلمة بأصلها.
وکانت عناية السمين الحلبي بالنص على أصول الألفاظ واضحة، وقد استعان ببيان دلالة الألفاظ وأصولها في الکشف عن خصائص اللفظة العربيّة؛ فالکلمات في اللغة العربية ترتبط بأصولها ومعانيها في نظام بالغ الدقة، يکشف عن جمال هذه اللغة وجلالها.
ومن الثابت عند علماء اللغة العربية أن لکل کلمة وما تفرع عنها أصلًا واحدًا فحسب، بَيْدَ أنَّ ثَمَّةَ أصولًا قد تتداخل؛ بمعنى أن الکلمة الواحدة قد يتوارد عليها أصلان أو أکثر، مما يؤدّي إلى التداخل مع أصلها الحقيقي؛ فيلتبس الأصلان أو الأصول؛ فکلمة (المَدِينة) - مثلًا - يتوارد عليها أصلان ثلاثيان؛ فيتداخلان؛ وهما (م د ن) و (د ي ن) ويتداخل في کلمة (الرُّمَّان) أصلان؛ وهما (ر م م) و (ر م ن).