دلالات العلم في القرآن الکريم في ضوء نظرية السياق

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الأنبياء والمرسلين .
وبعد...
فإن العلم نور العقل، وحياة الروح، ومصدر سعادة الإنسان فبه يحيا، وبه يستنير ، وبه ينشر الخير في بقاع الأرض، ثم إنه غذاء للروح، ومرضاة للرب وقرب منه، به ترفع الدرجات وترتفع الهامات، وتتفاوت المقامات ويتمايز الناس، وصدق الله العظيم إذ قال:" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: 11).
لقد ميز الله سبحانه وتعالى العلماء، وفضلهم على سائر خلقه، وجعلهم أهل الفهم والإدراک دون غيرهم فقال سبحانه:" وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"" ( العنکبوت: 43)، ومن هنا کانت أهمية العلم بدلالاته المتعددة في القرآن الکريم مثار اهتمام وعناية الباحثين والباحثات، وهذا ما دعاني لدراسته من خلال السياق القرآني.
 ويعد هذا اللفظ ( العلم) من أکثر الألفاظ ورودا في القرآن الکريم، فورد هذا اللفظ بمشتقاته المختلفة ثمانية وستين وسبعمائة ( 768) مرة، وجاء في أغلب مواضعه بالدعوى إلى التدبر والتفکر في آيات الله،، ومن هذا المنطلق جعلت بحثي بعنوان ( دلالات العلم في القرآن الکريم في ضوء نظرية السياق)
وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث قمت بتتبع ألفاظ العلم في القرآن الکريم من خلال السياقات الواردة فيه، ورتبت مسائله بحيث وضعت کل مسألة في مبحثها الخاص بها، وأتبعتها بالشرح والتحليل، موضحة العلاقة بين اللفظ والسياق الوارد فيه، ومبرزة أثر السياق في تحقيق الدلالة المنشودة، مستعينة في کل ذلک بما ورد في کتب اللغة والتفسير والبلاغة والنحو، وبعض کتب الفکر اللغوي الحديث.