نزعة الحزن في شعر ((عبد الله البردوني)) "رؤية تحليلية فنية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأکملان على سيدنا محمد الأکرم وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن النفس الإنسانية – ولاسيما النفس الشاعرة- تخضع للعديد من الأحاسيس المتناقضة : من فرح، وحزن، وأمل، ويأس، وغيرها من المشاعر التي تتسلط على الذات فتشکل رؤيتها للوجود، ولأن الشعر مرآة للواقع، فلابد أن تلقي هذه المشاعر بظلالها على الشعر فنلمس فيه آثارها.
ولا شک في أن نزعة الحزن من أهم الظواهر الوجدانية التي ترددت بکثرة في الشعر العربي المعاصر؛ فلقد استفاضت نغمتها في تجارب شعرائنا، حتى استحالت إلى إحساس مشبوب، متشح بالسواد، مبلل بالدمع...
ومن هنا تولدت لدي الدوافع إلى اختيار هذا الموضوع ليکون مجالاً للبحث والدرس، متخذاً من الشاعر اليمني (عبد الله البردوني) أنموذجا يمثل هذه الظاهرة أتم تمثيل، وذلک عبر استقراء تام لأعماله الشعرية المکونة من جزأين کبيرين، واستخراج ما بهما من نصوص شعرية غلب عليها طابع الحزن، ومحاولة التعرف على البواعث والأسباب التي أثرت في عالمه النفسي، وجعلت منه إنساناً بائساً ينفث حزنه، ويسکب دمعه.
وتأتي أهمية هذا البحث من أهمية الظاهرة التي يتطلع لمعالجتها، وکذلک من أهمية القصائد التي يختارها للدراسة، فنزعة الحزن – بما لها من حضور لافت للنظر في شعر (البردوني)- تستوقف الدارس، وتطرح العديد من التساؤلات حول شيوع تلک الظاهرة وسيطرتها على عوالمه النفسية.