قصيدة المواکب لصالح الشرنوبي قراءة في التوتر والثبات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وبعد..
فالشعر حديث النفس، وتجلية لعلاقتها بالله، وبالکون ، وبالناس.. وعلى أساس من هذه العلاقات صرف النقاد تيارات الشعر في أغراض، وسلکوا مقولات الشعراء في تصانيف؛ فقسموها إلى أغراض ، وفصلوا معانيها وبينوا أوجه المعجب فيها..
ولکل قارئ ذوق کما أن لکل شاعر مشرباً، فبعض الشعراء يستقطبهم الجمال الإنساني في امرأة يحبها الشاعر منهم فيصرف همه إلى حديث الغزل عفيفه أو صريحه.. وبعضهم يستهويه جمال الکون والطبيعة فيصبح وصافا بارع التصوير
وبعضهم يصبح مداحا ، وبعضهم هجاءً، وبعضهم يصبح صوفيا يبحث عن دقائق المشاعر، ومسارب الأفکار ليضبط علاقته الروحية بربه وبمخلوقاته، غير أن البعض قد يتجه وجهة فلسفية، يغلب عليها التأمل والتفکير في العلل وما تؤدي إليه من تجليات ومظاهر کونية أو نفسية أو عقلية أو روحية ..
وقد أميل إلى أن الشعر کلما ارتبط بأعماق النفس ، وناقش بجرأة وصراحة ما يتعلق بالفکرة التي تلح على صاحبها ، والشعور الذي يتملکه ، کان أکثر أهمية، وأبلغ أثرا، وأعظم قيمة، وأجمل فنا..
وکلما مال - نحو استکشاف العلاقة بالله تعالى، واستحضر عظمته، من خلال متابعة حرکات المواکب من خلقه في سيرها الحثيث نحو نهاياتها، وهي تصور الکبد الذي قدره الله على خلقه وجعله طبيعة لهذه الحياة الأولى – کان أعم تجربة وأکثر متلقيا، وأوسع مشارکة مع القطاعات الکبيرة من الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم..