سورة القلم دراسة بلاغية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من کان مبعثه رحمه، ورسالته هدى، وعلى آله وأصحابه الکرام الميامين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما کثيرا.
وبعد ...
فإن القرآن الکريم -کما أخبرنا الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم-:"هو حبل الله المتين، والنور المبين، والصراط المستقيم، والحجة الباقية إلى يوم الدين، من تمسک به فاز في الدارين، ومن أعرض عنه تبوأ شر المنزلين، وهو الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تزيغ به الأهواء، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على کثرة الرد، من قال به صدق ومن حکم به عدل ومن دعا إليه أجر، ومن عمل به هدي إلى صراط مستقيم" ([1])، وقد تکفل سبحانه بحفظه؛ حيث قال:"إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون"([2]) وجعله المعجزة الخالدة إلى يوم الدين بقوله :"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو کان بعضهم لبعض ظهيرا" ([3])   
وقد وجه علماء الأمة –سلفا وخلفا- همهم إليه، وصرفوا وجوههم نحوه، يقتبسون من علمه، وينهلون من معينه، ويغوصون في أسراره، ويستخرجون منه الدرر الکامنة، واللآلئ البديعة، وإن البحث والغوص وراء أسرار کتاب الله –الکريم- هو أجل وأشرف القربات التي يقدمها المرء بين يدي ربه عز وعلا يوم الدين، کما أن وسيلة هذا الکشف، وأداته التي بها يبلغ مراده- هي علم البلاغة، الذي يعنى بدراسة الأساليب دراسة متعمقة بغية الوصول إلى سر بيانها، وکنه جمالها، وعظمة تأليفها.