قَطْعُ المَرْأْةِ الصَّلاةَ فِي السُّنِّةِ النّبَويِّةِ دِرَاسَةٌ بَلاغِيةٌ نَقْدِيَّةٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تعرّضتِ السُّنةُ النبويةُ المطهّرةُ للهجومِ والافتراءِ عليها منْ کُلِّ دَعِيّ أَفَّاق، وتوجّهتِ السهامُ المُغْرضةُ نحوها للنيلِ من صحّتِها، وتشکيکِ المسلمينَ في عقيدتِهم ودينِهم، وکان من هذه الدَعَاوَى المُغْرِضَةِ الواسعةِ والشُبهاتِ المُثارة ظُلمُ الدينِ الإسلامي للمرأةِ، وتقييدِ حريَّتِها ، وبخْسِهَا حقَّها، وإنزالِها منزلةً لا تُعدُّ فيها شقيقةَ الرجلِ، منزلةً وضيعةً عَدَلَتْهَا بالکلبِ والحمارِ، فالمرأةُ أحدُ ثلاثةِ أشياءَ تقطعُ الصلاةً، فإذا مرّتْ أمامَ الرجلِ في صلاتهِ فإنَّهَا تقطعُ صلاتَّهُ، واستدلوا على ذلک بأحاديثِ الکُتُبِ الصِّحَاحِ، وقد استدرکتْ السيدةُ عائشةُ ـ t- ذلک وردّتْ غيرَ شاکةٍ في روايةِ الحديثِ، ومِنْ هنا ينطلقُ البحثُ لمعالجةِ هذهِ الشُبهةِ من الناحيةِ البلاغيةِ التي تکشفُ عن المرادِ بالقطعِ، وهل القطعُ إفسادٌ أم إشغالٌ؟ وهل کلُّ امرأةٍ تقطعُ الصلاةَ ؟ وهل تقطعُ المُحرَّماتُ من النساءِ الصلاةَ ؟ وما الحکمُ إذا کانتْ المرأةُ مُلتَحِفَةً بحيث لا يُرَى منها شيء؟ وهل القطعُ هنا تحجيرٌ على المرأةِ أن تمرَّ أم هو تحجيرٌ على المصلين؟ وما ذَنبُ المُصَلِّي أن يقطعَ صلاتَهُ المَارُّ بينَ يَدَيْهِ وَإِنْ کَانَتْ امرأةً ؟ کلُّ هذهِ التَّسَاؤلاتِ يُحَاولُ البَحْثُ أنْ يَفُضّ اشتباکَهَا ويُبَرْهِنَ أَنَّ الدينَ الإسْلامِيَّ نَزّلَ المَرأةَ مَنزلةً لمْ تَشْرُفْ بِهَا قَبْلَ ذَلکَ فِي أّيِّ عَصْرٍ مِنَ العُصُورِ.