من بلاغة التنزيل في ذکر جدال الطواغيت ( قارون والسامري والنمروذ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

المقدمة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ؛؛؛
فيتناول هذا البحث شيئا من بلاغة الذکر الحکيم في رصد ظاهرة الحوار الجدلي لدى طواغيت القرون السابقة ممن ورد ذکرهم في القرآن الکريم ، أخص منهم النمروذ ، والسامري ، وقارون.
ويرجع سر اختياري لموضوع البحث:
إلى أني لاحظت أن مبدأ الکفر لدى طواغيت القرون السابقة ومن تبعهم من کفار القرون التالية کان في جدال بغير وجه حق نابع من استکبار النفس وتعاليها بطرا وغرورا عن الاعتراف بالحق والإذعان له ، فقد کفر النمروذ استکبارا ، وجادل غرورا ، حتى دعاه بطره وغروره إلى ادعاء الألوهية بل والمجادلة في إثبات ذلک ؛ استخفافا بالعقول ، وکُفر السّامري کان بطرا مع علمه بالحق فقد کان على مقربة من موسى –عليه السلام- ومع ذلک سولت له نفسه الضلال والإضلال ، والأمر نفسه تحقق مع قارون ؛ إذ تعالى واستکبر علوا في الأرض فادعى لنفسه إجراء أسباب الرزق ، ورَدَّ ما حباه الله به من المال إلى علمه وخبرته لا إلى فضل الله عليه ونعمته ، وجاهر بذلک استعلاء واستکبارا ؛ لذا رغبت في بيان کيف وصل بهم الحوار الجدلي النابع من بطر النفس وکبرها إلى سوء الحال والمآل.