الآراء العارية من الدليل في شرح التسهيل لابن مالک (ت672هـــ) جمعًا ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 





 



فلقد حظيت اللغة العربية بعناية الأقدمين من العلماء فاهتموا بها ، وصانوا دررها،وحافظوا على کنوزها، وذخائرها ،وبذلوا في سبيل ذلک جهودًا مضنية،وخاصة في علم النحو؛لإدراکهم منذ وقت مبکر أهمية علم النحو،وأنه سلاح لغوي لأبناء العربية ومدخلهم إلى علومها المتنوعة،فتعاقبوا على دراسته بالشرح والتعليل،حتى أفاضوا علينا هذا التراث الهائل.
وإن من أولى الواجبات على طالب العلم أن يلتفت إلى تراثه، وما خلَّفه آباؤه وأجداده من علم ليقوم على هذا التراث دراسة وتحقيقًا،ومن حق النحويين علينا أن ندرس أساليبهم،وأن نحلل کلامهم، وأن نستوعب ما کتبوه؛ لأنهم هم الذين وهبوا أنفسهم لخدمة اللغة والذود عنها،ووضعوا المؤلفات النحوية والصرفية التي تحفظ قواعد اللغة وأصولها.
وإن من أزهى عصور النحو العربي وأغناها بعلمائه ومصنفاته القرنين السابع والثامن الهجريين، فقد أجادا علينا بجمع عظيم من علماء النحو أسهموا في إثراء المکتبة العربية، والنهوض بالنحو العربي.
ومن أبرز علماء القرن السابع الهجري: ابن مالک:جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالک الطائي الجيَّاني الأندلسي الشافعي النحوي(601-672)([1])،ويعد ابن مالک من أعظم نحاة القرن السابع الهجري-إن لم يکن أعظمهم- فقد أفاد من علمه کثيرون،واهتم بمؤلفاته نفر غير قليل فتناولوها بالشرح والتحليل،وقد خلَّف لنا ابن مالک تراثًا نحويًّا عظيمًا، فقد نظم في هذا الفن، ونثر الکثير فيه، ومما نثره في هذا الفن کتابه:"تسهيل الفوائد وتکميل المقاصد"الذي قيل فيه:"لا يوجد تحت أديم السماء أغنى مِمَّن عرف ما في تسهيله"،وقد اهتم به عدد غير قليل من النحاة فشرحوه وفصلوا مجمله، ويأتي في مقدمة هذه الشروح:شرح ابن مالک نفسه له،ولمکانة شرح ابن مالک لتسهيله،ولمکانة صاحبه، وغزارة علمه؛ عزمت على الإفادة من تراثه وعلمه فقررت دراسة ظاهرة فيه تتناول الآراء النحوية التي لا يساندها دليل، وإنما هي مسوقة من أصحابها عارية من الأدلة، في بحث يجمع ما تناثر من هذه الآراء وأطلقت عليه:



([1]) ينظر:بغية الوعاة للسيوطي1/130،والوافي بالوفيات للصفدي7/285.