حکايات ابن الفخار النحوية والصرفية (جمعًا ودراسةً)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل على عبده الکتاب ولم يجعل له عوجًا ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفضل من أُرْسِلَ إلى البشرية ، وخير من نطق بالعربية وبعد ...
فإن علم العربية من أسمى العلوم قدرًا ، وأنفعِها أثرًا ، وقد لقي عناية فائقة من العلماء في مختلف العصور ، وقد برز کثير منهم في علم النحو ، ومنهم : الإمام محمد بن علي بن أحمد الخولاني الأندلسي ، الذي يکنى بأبي عبد الله بن الفخار ، وهو أحد علماء القرن الثامن الهجري ، فقد تصدّر الشيخ لشرح جمل الزجاجي ، وهو شرح نفيس يتميز بغزارة المادة النحوية، وجمع الآراء ، وکثرة التعليلات.
ومما لفت نظري في هذا الشرح ، ذلکم المنهج الذي سلکه ابن الفخار فيه ، فکان يورد حکايات نحوية أو صرفية وقعت له أو حضرها أو سمعها ، لها علاقة بما هو بصدده من مسائل ، وهى بمثابة (مجالس المذاکرات) کما عبّر في شرحه ([1]).
ووجدت أيضا تلميذه الشاطبي ينقل عنه حکايات سمعها منه ، منها ما ذکره الشيخ في شرحه على الجمل ، ومنها ما لم يذکره ، وقد رأيتُ أن أجمعها کلَّها وأدرسَها في بحث بعنوان : حکايات ابن الفخار النحوية والصرفية (جمعًا ودراسةً) ؛ لطرافتها ، ففيها بسطٌ وتعليلٌ ، وفصلٌ للقضية بين المختلفين ، وفيها ضربُ المسائل بعضها ببعض ، والاتساع في التنظير، والإمتاع في المسألة المنظور فيها ، إلى غير ذلک من التحصيلات المحکمة ، والنکت المجتلبة المنقولة عن تلاميذه وعنه وعن شيوخه .



([1]) انظر : شرح الجمل لابن الفخار ص 27 .