بلاغة التصوير القرآني للإيناس في غزوة أحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين ، مالک يوم الدين الذى جعل القرآن ربيعاً للقلوب ونوراً للعيون وخلق الإنسان من سلالة من طين ثم سوَّاه بشراً فتبارک الله أحسن الخالقين ، وفضَّله على سائر مخلوقاته بأحسن نعمه وآلائه ، فأتاه الحکمة وعلَّمه البيان والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبى الهادى الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن لغة القرآن وما تشمله من جمل ،  وکلمات ،  وألفاظ وحروف معجزة ، وقد تحير فيها کثير ممن کانوا يتمتعون بالفصاحة والبلاغة وسحر البيان ، وکانت الآية الواحدة من القرآن الکريم يعجز أمام تفسيرها فحول البلاغة ، بل کانت تشل عقولهم أمام إعجازها، ولم لا ؟ وقد أعجز الله تعالى به العرب أرباب الفصاحة والبيان "البلغاء " ،  فلم يستطيعوا مجتمعين أن يأتوا بمثله ولو کان بعضهم لبعض ظهيرا ، يقول I: )قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ کَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)(([1])
من أجل ذلک نشأ علم هو من أجل العلوم وأعظمها قدرا ،  وأدقها سرا وبه يتفاضل الأدباء ، ويزهو به أهل الفصاحة والبيان ، ألا وهو علم (البلاغة العربية).
وهذا العلم نشأ خدمة للقرآن ،  إذ أنه يجلى جمال القرآن ،  ويبرز إبداعه وتفوقه على لغة البشر ،  ويؤکد تفرده وتميزه حيث إن البلاغة القرآنية شىء فوق مقدور البشر ، وهى معجزة فى القرآن الکريم بکل ألوانها.
لهذا وجه کثير من العلماء جهودهم  نحو استخراج هذه البلاغة وإيرادها وتوصيلها إلى کل من يريد أن يستمتع بهذا الجمال .
ومن أجل هذا آثرت أن يکون بحثى فى القرآن الکريم ، حتى تتاح لى الفرصة أن أتأمل أسلوب القرآن البديع ، وأرتشف ما استطعت من ريقه العذب الفياض ،   وينالني منه ما يريد الله لى من تقوى وخير  .