تَوْظِيفُ التُّراث فِـي شِعْرِ الدُّکْتُورِ عَلاء جانِب دِيْوانُ : (لاقِطِ التُّوتِ) نَمُوذَجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ..... وبعد............ :
فإن الدکتور علاء جانب يعد واحدا من شعراء الأزهر القلائل الذين سلکوا دروب الحداثيين في کثير من تجاربه الشعرية من حيث شکل القصيدة، أما من ناحية المضمون فقد ابتعد عن کل ما وقع فيه الحداثيون في کثير من أشعارهم فيما يمس العقيدة وقيم المجتمع وتقاليده ، کما تسامى بتجربته الإبداعية فوق الغموض وتهويماته التي تسابق إليها الحداثيون حتى استحال النص عند کثير منهم إلى طلاسم يحار العقل عند الکشف عن رؤاها ومضامينها ، وهذا مما يجعلنا ننحاز إلى تجربته الإبداعية الخلاقة التي تتميز بالجدة والابتکار .
وکان من أبرز ما تأثر به علاء جانب في تجارب الحداثيين توظيفه المبدع للتراث ، حيث اختلف عنده التوظيف عما کان عند القدماء ، فقد تحول  في تجربته ـ شأنه شأن الحداثيين ـ إلى عنصر فني تبرز من خلاله رؤاه ومضامينه بعد أن ينصهر في بوتقة فکره ووجدانه ليُخرجه إلينا إخراجا جديدا موقعا عليه باسمه وممهورا ببصمة شعوره وحسه .
ولقد کان هذا الاستلهام للتراث من الثراء والسعة عند الشاعر ما جعل حضوره مکثفا على مساحات واسعة من خريطة شعره حتى إنه ليندر أن توجد قصيدة تخلو منه .
 ولقد استوقفتني هذه الظاهرة في شعره ، ففکرت في دراستها في کل نتاجه ولکن لسعتها وتجذرها في کل تجارب الشاعر ـ  وأيضا ـ لطبيعة الإيجاز الذي تفرضه مثل هذه الأبحاث ، فقد اقتَصَرَتِ الدراسةُ على ديوانه (لاقط التوت) کنموذج تتضح من خلاله طريقة علاء جانب في استلهام التراث وقدرته الفنية على توظيفه  .. ومع کل ذلک تبقى هذه الظاهرة  في شعر الشاعر في حاجة إلى دراسات أخرى تميط اللثام عنها وتضيء کثيرا من جوانبها .