الصَّوتُ الأُنْثَوِيُّ في الشِّعْرِ السُّعُودِيِّ المُعَاصِرِ اعتدال الذِّکْر الله نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

المقدمة
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وهداية للحائرين ، ونشهد ألا إله إلا الله ولي المتقين ،ونشهد أن محمدًأ عبده ورسوله إمام المرسلين وخاتم النبيين ،وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ،وسلم تسليمًا کثيرًا إلى يوم الدين .ثم أما بعد
فلا يزال الشعر العربي هو الساحة الغناء ،والرياض الوارفة الخضراء ،التي يلجأ إليها الشعراء بغية التعبير عن المشاعر ، والبوح بمکنون الضمائر ، فيجدون فيه الراحة للبال والمتعة للخيال ، ومرابع الجمال والکمال.
فمنذ أن عرف العربي القديم طريقه إلى الشعر لم يهجره يومًا ،ولن يسلاه أبدًا ،ولم يکن الشعر ذات يوم قصرًا على الرجال ، وإنما کان للنساء فيه نصيب ، فلم ينس التاريخ الأدبي الخنساء وليلى الأخيلية وحمدونة وولَّادة وغيرهن ممن شارکن بمواهبهن في إثراء التراث الإنساني عامة والعربي خاصة بما أضافوه إلى ديوان العرب .
ولا تزال نساء الجزيزةعلى عهدهن بأمهاتهن الشواعر ، يشارکن بفاعلية في الإضافة إلى ذلک الديوان العامر بفکرهن وإبداعهن،يناقشن قضايا المجتمع عامة وقضاياهن خاصة ،ويعبرن عن آمال وآلام الإنسانية بمعناها الکبير .
ومع التطور الکبير في القرن العشرين وما تلاه نجد المرأة الشاعرة أصبح صوتها أعلى وتواجدها في المحافل الأدبية أکثر حضورًا وحظوة کمًا وکيفًا.
ولقد أعطت المملکة العربية السعودية في السنوات الأخيرة للمرأة حقوقاً لم تکن تخطر ببال أکثر المتفائلين ، حين أصبح للمرأة عشرون بالمئة من مقاعد مجلس الشورى تلک النسبة التي لم تبلغها أعرق الديمقراطيات في العالم .
وعلى الرغم من ذلک فإن المجتمع السعودي معروف بتقاليده الصارمة ،وعاداته الموروثة التي لا تقبل انفکاکاً ولا انفلاتاً ،وخاصة مع المرأة التي يضرب من حولها السياجات والقيود ولا يسمح لها بالظهور أو السفور .
ومع ذلک عرفت الکثيرات من النساء طريقهن إلى الإبداع الشعري ، وحطمن الکثير من القيود المضروبة عليهن ،ومن تلکم النساء شاعرتنا (اعتدال بنت موسى الذکر الله ) الإحسائية صاحبة الدواويين الأربعة ،والصحفية اللامعة ،والاجتماعية النشطة،
فهي واحدة من الشاعرات اللاتي قدمن موهبتهن للعامة في ندوات ومهرجانات وصحف وفضائيات ودواوين داخل وخارج المملکة ،وبمواقع التواصل الاجتماعي ،ونالت من الشهرة الکثير،ونالت أيضًأ الجوائز والتکريم.
ولکن ما لفت الأنظار إليها ودفعني إلى دراسة شعرها هو جرأتها في البوح الشعري خاصة ديوانها (واستمطرتک عشقًا )الذي تعبر فيه عن الأنثى بکل جرأة وإبداع ، فکانت فکرة تلک الدراسة هي تناول صوتًا أنثويَّا في الشعرالسعودي المعاصر وبيان قدرة ذلک الصوت على المنافسة فنيَّا مع نظيره من الشعر عند الرجال، والأهم هو الترکيز على صوت الأنثى في طبيعة تناولها لموضوعات بعينها  کالأم والابنة والزوجة والحبية وغيرها من الأصوات التي سنتناولها بالدراسة .