قصيدة زُهَيْر بنِ أَبِي سُلْمَى " هَلْ فِي تَذَکُّرِ أَيَّامِ الصِّبَا فَنَدُ " دراسة بلاغية تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

المقدمة
الحمد لله الذي أنطق لسان الإنسان ، فأفصح بعجيب البلاغة و سحر البيان ، والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها ، واقتعد من البلاغة مکان صهوتها سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أطواد العلم الراسخة ، ومثاقيل  الحِکَم الراجحة .
وبعد : 
فإن حاجة الإنسان إلى الأدب کحاجة النبات إلى الماء ، يقول ابن المقفع :( بالأدب تنمو العقول وتزکو ، فکما أن الحبة المدفونة في الأرض لا تقدر أن تخلع يبسها ، وتظهر قوتها ، وتطلع فوق الأرض بزهرتها وريعها ونضرتها ونمائها إلا بمعونة الماء الذي يغور إليها في مستودعها فيذهب عنها أذى اليبس والموت ، ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة ، فکذلک سليقة العقل مکنونة في مغرزها من القلب لا قوة لها ، ولا حياة بها ، ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدب الذي هو ثمارها وحياتها ولقاحها . )([1])
وإذا أردنا أن نقرأ في الأدب فلنقرأ لأولئک الشعراء الذين کانوا علامات مضيئة في تراثنا العربي ومن بينهم زهير بن أبي سلمى الذي عرف الناظرون في کلام العرب ، وشهد السالکون على مناهج الأدب له بالفضل والتقدم ،



[1])) الأدب الصغير والأدب الکبير لعبد الله بن المقفع  ص/ 12 دار صادر بيروت