مسرح عبدالرحمن الساعاتي دراسة فنية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله حمدًا يوافى مزيد آلائه، ويکافئ وافر نعمائه، وعظيم بلائه، وأصلى وأسلم على أفصح من نطق بلسان عربى مبين وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
يظل المسرح أبا الفنون الأدبية الذى نال اهتمام النقاد قديما وحديثا.. وقد شهد المسرح کفن نثري وليد فى البيئة العربية مراحل من البواکير إلى النضج ثم الرواج والانتشار.. وقد عايش تلک المراحل کاتب خَمُل ذکره عند النقاد حديثا، وإن اشتهر مسرحه حينا، وهو عبدالرحمن البنا وشهرته عبدالرحمن الساعاتى الذى دخل إلى عالم الأدب من باب المسرح بمسرحيته الشعرية "جميل وبثينة" باکورة نتاجه المسرحي، ثم أتبعها بتسع مسرحيات نثرية من أمثال مسرحيته: "صلاح الدين"، "بنت الإخشيد"، "غزوة بدر"، "المعز لدين الله الفاطمى" وغيرها.
وقد سبقني إلي مسرحه الدکتور أحمد شوقى قاسم في کتابه: المسرح الإسلامي غير أنه أجمل في الإشارة إليه ضمن تأريخه لحرکة التأليف المسرحي خلال القرن الماضي، فلم يتناول مسرحه بالدراسة والبحث، مکتفيا بتوجيه نظر الباحثين إليه کأحد نماذج مسرح الجمعيات، کما تحدث عن مسرحه الباحث محمدعبدالمنعممحمدعبدالکريم في رسالته العالمية (الدکتوراه) المخطوطة بکلية اللغة العربية بالقاهرة جامعةالأزهر 1978م-1398هـ، تحت عنوانالمسرحيةالإسلاميةفيمصرفيالعصرالحديثمکتفيا بتناول مسرحيته غزوة بدر في إطار مقارنتها بمسرحية لعلى أحمد باکثير.
وقد توصل الباحث إلى مسرحياته بعد جهد وطول بحث متغلبا بذلک على أبرز عقبات الدراسة، وقد تناولت الدراسة التعريف به وبمسرحه، وبواعث اتجاهه للمسرح، وأبرز الروافد التى نهل منها الکاتب وأثرت فيه، کما توقفت الدراسة عند الفکرة والموضوع في مسرحياته، وتناولت مسرحه بين السردية والأداء، وکشفت الدراسة عن موقع مسرحه بين فنون المسرح.. کما عالج البحث الجوانب الفنية فى النص، فتناولت الدراسة البناء الفني فى تقسيم مسرحياته إلى فصول ومشاهد، مبرزة طبيعة ونوعية الصراع الدرامي، وتعرفت على شخصياته وبيئته المسرحية، وتوقفت الدراسة عند أبرز السمات الأسلوبية فى لغة الکاتب الحوارية.
 والله أسأل أن يلبس هذا العمل ثوب القبول، وأن يجعله خالصًا لوجهه، نافعًا لمن قصده، إنه -سبحانه – ولى ذلک، والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم