من بلاغة القرآن الکريم في حديثه عن موسى والخضر عليهما السلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فمن المعلوم أنّ القرآن الکريم لا يخلق على کثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، وأن المتأمل نظمه يدهشه جماله ، ويزداد عجبه ؛ لما يرى فيه من إعجاز يخرج عن طاقة البشر ، وهناک  جانب يُبْرِز هذا بصورة واضحة، ويجعل القارىء في حيرة من أمره لما يجده من عجائب ؛ هذا الجانب هو الجانب القصصي ، فإنّک ترى فيه فروقا في التعبير ، ودقة في التصوير ، وروعة في التأثير.
من هنا اتجهت إلي الجانب القصصي في الذکر الحکيم لأتعلم منه ، وأبرز شيئا من بلاغته ، وکنت کلما أقرأ  قصة موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ ، أقف أمامها متعجبا ، من دقة تعبيرها ، ولما أجده من مغايرة في اختيار ألفاظها ؛  من نحو قوله ـ تعالى ـ: ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ     ، ثم عدوله إلى ﰒ  ﰓ  ﰔ  ﰕ  ، وقوله : ﯳ  ﯴ  ﯵ    ﯶ  ﯷ  ﯸ  ﯹ    ، ومخالفته إلىﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ    بزيادة " لک " ، وکيف تحولت القرية في قوله ـ تعالى ـﭫ  ﭬ  ﭭ     ﭮ  ﭯ  ﭰ  إلي مدينة في قوله: ﯛ  ﯜ       ﯝ  ﯞ  ﯟ   ﯠ  ﯡ  والمکان فيهما واحد ، ولِمَ  أثبت التاء في الفعل"تستطيع" في قوله:    ﮋ  ﮌ     ﮍ  ﮎ       ﮏ  ﮐ  ﮑ    وحذفها في قوله: ﯹ  ﯺ  ﯻ  ﯼ     ﯽ  ﯾ  ﯿ  ، وماسرّ المخالفة في قول الخضر:           ﮚ  ﮛ  ﮜ     إلى    ﮰ  ﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖﭼ   وﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ          ﯭ  ﯮ  ﯯ      ، وغير ذلک الکثير مما حوته القصة المبارکة، لهذا وغيره اتجهت إلى دراسة نظم آيات هذه القصة المبارکة ، سائلا المولى ـ عزّ وجلّ ـ أن يرزقنا الصواب ، وأن يعصمنا من الزلل .