الفِکْـــــرُ الاشْتقَـــاقِيُّ بَيْــــنَ ابنِ حَجَر العَسْقَلانِيِّ والبَدْرِ العَيْنِيِّ مِنْ خِلَالِ شَرْحِهِمَا صَحِيحَ البُخَارِيِّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فقد اتَّجَهَ کثيرٌ من الباحثين صَوْبَ کتبِ تفسيرِ القرآنِ وقراءاتِه وغريبِه، وما يتعلقُ بأساليبِه وإعجازِه، وقد أنتجوا –في ذلک- بحوثًا قيمةً، وبما أن السنةَ هي صِنْوُ القرآنِ الکريمِ، حيث إِنها المفسرةُ لمُبهمه، والمُفصلةُ لمجملِه، فکان لزامًا على الباحثين ألا يُهملوا شروحَ الکتبِ الصحاحِ في الحديثِ الشريفِ، لما تشتملُ عليه من جهودٍ نفيسةٍ.
ولا شک أنَّ أصحَّ کتابٍ بعد القرآنِ الکريمِ کتابُ صحيح البخاري، فهو أجلُّ کتبِ الإسلام، وأفضلُها بعد کتاب الله (Y)، يقولُ الحافظُ شمسُ الدينِ الذهبيُّ مترجمًا للإمامِ البخاريِّ (رحمهُ اللهُ تعالى): "وأمّا جامعُه الصحيحُ: فأَجَلُّ کُتُبِ الْإِسلَام وأفضلُها بعد کتاب اللَّه تعالي"([1]).
ولقيمةِ الکتاب، وأهميتِه لکل مسلم؛ فقد حَظِيَ بشروح عدة، فشَرَحَه ابنُ بطَّال [ت 449هـ]، وشمسُ الدين الکرماني [ت 786ه]، والحافظُ ابنُ رجب الحنبلي [ت 795هـ]، وابنُ حجر العسقلاني [ت 852هـ]، والبدرُ العيني [ت 855هـ]، والقسطلاني [ت 923هـ]، وغيرُهم، إلا أن (فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني) و (عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني) يُعَدَّان دُّرَّةَ شروح صحيحِ البخاريِّ، فهما المنهلُ العذبُ النميرُ، يَرِدُهُما أهلُ العلم وطلابُه، يغترفون منهما ويعبُّون.