تعقيباتُ ابْنِ المُظَفَّرِ الـرَّازيِّ على الثَّعْلبيِّ في تفسيرِه دراسةٌ ونقْدٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فإنَّ أبا إسحاق الثعلبي (ت427ﻫ) من علماء التفسير المقدمين في القرن الخامس الهجري ؛ إذ کان أوحد زمانه فيه . وکتابه (الکشف والبيان) من أحسن التفاسير بالمأثور وأعلاها مکانة ، وأحسنها مادة ، وأغزرها فائدة ؛ فقد حوى أنواع الفرائد من المعاني والإشارات ، ووجوه الإعراب والقراءات ، کما اعتمد فيه علي تفاسير الصحابة والتابعين ، وعلى کتب اللغات والمعاني ،  واعتنى فيه بالمسائل النحوية والصرفية والبلاغية ؛ ولذا أفاد منه أعلام المفسرين کالواحدي ، والبغوي ، والقرطبي، وغيرهم .
وجاء بعده ابن المظفر الرازي (ت بعد سنة 631ﻫ) ؛ ليصنف کتاب (مباحث التفسير)، وهو تعقيباتٌ واعتراضاتٌ على مواضع من تفسير الثعلبي ، واستدراکاتُه هذه متنوعة في کثير من العلوم ؛ إذ أداره من أوله إلى آخره على مناقشة الثعلبي، وتعقُّبِه في مواضع منه، وقد وجدتُ له تعقيباتٍ واعتراضاتٍ قيمةً في النحو، والأوجه الإعرابية ، وبعضها  في المعنى ، والوقف . ولم يکن غرضُه من ذلک أن ينتقص من قدر الثعلبي أو قيمته، ولکنه رام الإصلاح ، والتوجيه في أدب جم، وعلم غزير.
ولذا رأيت أن أجمع هذه التعقيبات والاعتراضات ، وأن أقوم بدراستها، والحکم عليها تصحيحًا أو تضعيفًا ؛ مبينًا مدى اعتمادها على السماع والقياس