کُتّاب الدواوين وأثرهم في الحياة السياسية في العصر الأيوبي" (567 هـ / 1171 مـ - 648 هـ / 1250 م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، حمداً کثيراً کما أمر، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خير البشر، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين... وبعد
فإن القرن السادس الهجري تميَّز بأنه شهد يقظة للعالم الإسلامي، والتي تبلورت في حرکة الوحدة الإسلامية التي بدأت على يد عماد الدين زنکي، وحمل لواءها من بعده ابنه نورالدين محمود زنکي، ثم أينعت هذه الوحدة وآتت ثمارها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وقد کانت هذه الوحدة وليدة تلک الأحداث الکائنة آنذاک، فالحملات الصليبية بدأت کالسيل المتدفق نحو ديار الإسلام، ونجحت في تأسيس عدة إمارات في بلاد الشام لتکون محور انطلاقها ضد المسلمين في کل مکان، لذلک هبَّ هؤلاء القادة يحدوهم الأمل في تخليص ديار الإسلام من هذا المستعمر الذي أخذ في الالتفاف حول جسم الأمة الإسلامية، ولقد تعاونت الشعوب مع قادتها في تحقيق هذا الهدف –وهو طرد الصليبيين من ديار الإسلام-، ومن ثم شارک في الحياة السياسية جُلّ فئات المجتمع في العصر الأيوبي، سواء أکانوا علماء أم فقهاء أم شعراء أم کُتّاب الدواوين في إدارات الدولة المختلفة بأقلامهم و آرائهم السديدة في مجالس الحرب والمشورة