بنية الزمن في رواية ١٩١٩ دراسة في تقنيات السرد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله حمدًا يوافى مزيد آلائه، ويکافئ وافر نعمائه، وعظيم بلائه، وأصلى وأسلم على أفصح من نطق بلسان عربي مبين وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.       أما بعد:
إذا صنفنا الفنون إلى زمانية ومکانية فسنجد الأدب فنًا زمنيا بامتياز، وبين فنون الأدب المتنوعة تأتي الرواية أکثر التصاقا بالزمن؛ لذلک يقال "القص فن زماني"، أي أنه يتشکل وينمو، ويتطور من خلال عنصر الزمن
ودراسة بنية الزمن الروائي ليست بالأمر اليسير؛ لأن الزمن ليس له وجود مستقل يُمکن الإمساک به واستخراجه مثل الشخصية أو المکان، فالزمن هو ذاک العنصر الذي يتخلل الرواية کلها، والهيکل الذي تبنى عليه الرواية؛ لذا يواجه رصد التشکلات الأساسية لحرکة الزمن في الرواية صعوبة بالغة وقدرًا کبيرًا من التعقيد، ليس لطبيعة الزمن غير المُحيَّزةِ في بنية الرواية فحسب بل للعمليةِ الانتقائيةِ التي يُمارسها الروائيُّ الذي لا ينطلق عفويا يکتب کل أحداث وتفاصيل قصته کما جرت، بل تتدخّل اختياراته کسارد أحيانا وقناعاته ورقابته الذاتية بحذف أو زيادة، وبتقديم أو تأخير بما يعدّل من ترتيب الأحداث، کذلک من الصعوبات التي تواجه الباحث في دراسته أنه ليس أمام منظومة مفاهيم واحدة لدراسة ظاهرة الزمن السردي في النصوص الروائية بل هناک تفريعات زمنية تحمل العشرات من المصطلحات المتداخلة، وهذا ما ستحاول الدراسة ضبطه في إطار دراستها التطبيقية على رواية ١٩١٩ التي اختارتها الدراسة ميدانا للبحث لما تمثله من لوحة زمنية فنية بارزة، فالزمن البطل