يائية عبد يغوث بن الحارث الجاهلّي البنية والدلالة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

فمن المعلوم أنّ الله ـ تعالى ـ شرّف العرب بأن أنزل القرآن بلسانهم ، لذا کانت دراسة الشعر من الأهمية بمکان ؛ حيث إنه ديوان العرب ، ومستودع لغتهم ، من هنا اهتم السابقون بدراسته، وجعلوه مما يتقرب به إلى الله ؛ على حدّ ما بيّنه الشيخ عبد القاهر فى ردّه على من هوّن من شأن دراسته :" وذاک أنَّا إذا کنَّا نَعلم أنَّ الجهةَ التى منها قامَتِ الحجةُ بالقُرآنِ وظهرتْ، وبانَتْ وبَهرت، هيَ أنْ کانَ على حَدٍّ منَ الفَصاحةِ تقصرُ عنه قُوى البشرِ، ومُنْتهياً إِلى غايةٍ لا يُطمَح إِليها بالفِکر، وکان مُحالاً أن يَعرف کونَه کذلک ، إِلا مَنْ عَرفَ الشعرَ الذى هو ديوانُ العَرب، وعنوانُ الأدب، والذي لا يُشک أنه کانَ ميدانَ القومِ إِذا تجارَوْا فى الفَصاحة والبيان، وتنازَعوا فيهما قَصَبَ الرَّهان، ثم بَحث عنِ العِلل التى بها کانَ التباينُ فى الفَضْل، وزادَ بعضُ الشعر على بعض کان الصادُّ عن ذلک صادَّاً عن أَن تُعرَف حجةُ الله تعالى، وکان مَثلُه مَثلَ مَن يتصدَّى للنّاسِ فيمنعُهم عَن أنْ يحفظوا کتابَ الله تعالى ويقوموا به ويتلوه ويقرِئُوه..........، فمَنْ حال بيننا وبين ما له کانَ حفْظُنا إيْاهُ، واجتهادُنا فى أن نؤدِّيَه ونَرعاه، کَان کَمن رامَ أن يُنْسيناه جُملةً ويُذْهبه من قلوبنا دَفعةً، فسواءٌ مَنْ منَعکَ الشيءَ الذى تنتزع منه الشاهد والدَّليل، ومَنْ منعَکَ السبيلَ إِلى انتزاعِ تلک الدَّلالةِ، والاطَّلاعِ على تلک الشَّهادةِ، ولا فرقَ بينَ مَن أعدمَک الدواءَ الذي تَسْتَشفي