(ما نُزِّل في العربيَّة منزلة الشيء الواحد، وأثره في الأحکام)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أمَّا بعد:
فيهدف هذا البحث إلى الوقوف على ما نُزِّل من الأشياء منزلة الاسم الواحد، کتنزيلهم
الاسمين منزلة الاسم الواحد، وتنزيلهم الفعل والاسم منزلة الشيء الواحد، وکذا الحرف والاسم، والحرف والفعل، والأسماء المختلفة، والجملة منزلة المفرد ... وما لذلک من أثر في الأحکام. فالذي أوجب البناء لاسم (لا) المفرد هو تنزيلها مع الاسم منزلة الاسم الواحد، والذي صحَّح أن يکون المشغول عنه متعددًا في نحو: (هذا زيدًا اضربه) أنَّ البدل والمبدل منه بمنزلة الشيء الواحد، والذي جوَّز الإخبار عن الشخص الموصوف بظرف الزَّمان في نحو: (أکلّ يوم رجل مضروب لک) هو أنَّ الصفة والموصوف کالشيء الواحد، والذي جوَّز أن يسد الجار والمجرور مسد الخبر بعد الوصف الواقع مبتدأ في نحو: (أمغضوب على زيد)هو أنَّ الجار والمجرور بمنزلة الاسم الواحد، والامتناع من حذف الاسم الموصول مع بقاء الصلة، والامتناع من حذف ألف (ما) الموصولة عند دخول حرف الجر عليها؛ لأنَّها مع صلتها کالاسم الواحد فليست في هذه الحالة واقعة في آخر الکلمة، کالحال في (ما) الاستفهامية، وهکذا بالنسبة للذکر والحذف، والتقديم والتأخير، والقبول والردّ، والصحة والخطأ...
وجاء هذا البحث في مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة فيها أهم ما انتهى إليه من نتائج، ومنها: توضيح الأعاريب المتنوعة المبنية في المقام الأول على أساس تنزيل الأشياء منزلة الاسم الواحد، کالامتناع من انْفِصَال الْجَار عن الْمَجْرُور؛ فتمييز(کَمْ) الاستفهامية منصوب، ولا يجر إلا إذا سبقت (کَمْ) بحرف جر، نحو: (بِکَمْ دِرْهَمٍ اشْتَرَيْتَ الکِتَابَ؟)، والتمييز في هذه الحالة مجرور بـ (مِنْ) مقدرة لا يمکن إظهاره؛ لأنَّ حرف الجر السابق على (کَمْ) عوض عنها، ولا يمکن الجمع بين العوض والمعوض عنه، وفي الوقت نفسه لا يمکن جعل حرف الجر السابق على (کَمْ) جارًّا لما بعدها؛ لأنَّ الجار والمجرور بمنزلة الشيء الواحد، ولا يجوز انفصال الجار من المجرور، بخلاف انْفِصَال الرافع من الْمَرْفُوع، والناصب من الْمَنْصُوب، وأيضا: الاحتجاج للقراءات القرآنية وتوجيهها التي ثبت بالدليل القاطع صحتها، ولم يکن أمامهم إلا ردّ هذه القراءات لولا الاتجاه إلى القول بتنزيل الأشياء منزلة الشيء الواحد... وغير ذلک مما يراه القارئ الکريم بإذن الله تعالى.
وصلى الله وسلم وبارک على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما کثيرًا.