أضواء على سياسة الدولة الإسلامية تجاه غير المسلمين خلال العصر الأموي (41- 132هـ/661- 750م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

تَمَتَّعَ غير المسلمين بکامل طوائفهم بنصيبٍ من الاحترام خلال عصر الدولة الأموية, ووصلوا لمنزلةٍ عاليةٍ لدى أغلب الخلفاء، ولم يقتصر دورهم في مجال محدد، أو منطقة معينة، بل شمل مجالاتٍ مختلفةً سياسية، وإدارية، واجتماعية، واقتصادية، وتجارية، وعلمية، ولم يکن اختلاف العقيدة يشکِّل عائقًا أمام غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم؛ لوجودهم في مختلف الوظائف في الدولة الإسلامية، کما أن احترام کفاءتهم المهنية والعلمية کان مقترنًا باحترام معتقداتهم الدينية، واحترام أماکن العبادة الخاصة بهم تمامًا، فمبادئ التسامح والمحبة والتعايش المشترک لم تکن وليدةَ هذا العصر الحاضر، وإنما تعود بجذورها التاريخية إلى عصور قديمة عايشت فيها الحضارة الإسلامية والتي ظلت محطَّ أنظار الغرب طيلة حقبٍ تاريخيةٍ عديدة، حيث وجد الناس في تلک الحضارة صورًا عديدة من التسامح والأخوة والتعايش المشترک على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، والنماذج على ذلک عديدة ومتنوعة.