أمثال الفاروق عمر بن الخطاب  دراسة توثيقية تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

وبعد ..
فهذا بحث في أمثال الفاروق عمر بن الخطاب t ، يبرز حجم ومکانة هذا الفن في أدبه ، حيث کان للأمثال حضور واضح ومتنوع بين الإبداع ، والتمثل، والرواية .
وقد انطلقت إشکالية هذا البحث من صمت الباحثين إزاء أمثال الفاروق ، رغم عناية کتب الأمثال القديمة بنسبة عدد منها له ؛ ومن هنا تشکلت خطة البحث في فصلين ؛ جاء أولهما بعنوان : الدراسة التوثيقية ؛ وذلک للکشف عن مدى صحة نسبة هذه الأمثال له ، والتمييز بين ما کان منها من إبداعه وبنات أفکاره ، وما کان من إبداع غيره وتمثل به الفاروق. وعني الفصل الثاني بالدراسة التحليلية لألفاظ الأمثال وتراکيبها ، وما اشتملت عليه من صور بيانية ، وخصائص فنية ، وأنساق فکرية وثقافية ودينية واجتماعية وسياسية.
وانتهى البحث إلى صحة نسبة عددٍ من الأمثال للفاروق ، کما انتهى إلى تمثله بعدد من الأمثال العربية ، وقد عبرت تلک الأمثال بمختلف أنواعها عن بعض جوانب شخصية الفاروق وبينت نضج تجاربه ، وسداد رؤيته ، ومکانته الإبداعية ، وسعة درايته بلغة العرب وآدابها . کما أنها أجلت مواطن عدة في طبيعة المجتمع المسلم.
وکشفت الدراسة التحليلية عن خصائص أمثال الفاروق، والتي کان من أهمها ؛ فصاحة اللفظ ، وجودة السبک، وعمق الفکرة ، وطرافة المعنى، ووضوح الألفاظ والتراکيب مع التنزه عن الابتذال والرکاکة، والقوة التي تنبع من استخدام الخيال والکلمات الطريفة غير الممتهنة بکثرة الاستعمال ، وأخيراً فإن أمثال الفاروق کانت مصدرًا من مصادر جمع مفردات اللغة العربية وشرح معانيها، واستعان بها علماء اللغة في الاستشهاد على أوزان الکلمات العربية وصيغها