تشکيلات الفضاء السردية في رواية وکالة عطية دراسة في بنية الرواية الواقعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

خصّ الباحثون عناصر البناء السردي بالکثير من الدراسات المستقلة في کل عنصر مهملين الفضاء الروائي، مکتفين بتناوله في منحنى جانبي ضيق بوصفه جزئية فرعية عن الحدث، فلم يحظ الفضاء الروائي بعدد من الدراسات النقدية المعرّفة به الکاشفة عنه في مجال الدرس التطبيقي، مما دعا الباحث إلى الوقوف عنده بتلک الورقة البحثية، التي تسعى من خلال الدراسة التطبيقية على رواية "وکالة عطية" إلى تحويل المعرفة النظرية بالفضاء الروائي لتلک الرواية إلى ممارسة نقدية، تُنتج معرفة بالرواية المصرية.
واختارت الدراسة رواية "وکالة عطية" ميدانًا للبحث؛ لما تمثله من لوحة فنية بارزة لعميد دوحة الروائيين العرب: خيري شلبي الحکاء الشعبي، والرسام بالحروف والکلمات، المتدفق في سرده، أحد أوتاد الکتابة، من جيل الستينيات، وتتخذ الرواية من الفضاء الروائي بؤرة الحکي ونظامه البنائي، فالمکان البطل الحقيقي في الرواية، التي حفرت صورةً لدمنهور القديمة: طرقاتها، وبيوتها، وأحيائها في الذاکرة المصرية.
وبدأت الدراسة بإقصاء طائفة من الالتباسات بين الفضاء النصي، والفضاء الروائي، والفضاءالواقعي، والفضاء الدلالي، والفضاء کمنظور للسارد، وحددت مفهوم الفضاء الروائي الذى تقوم عليه الدراسة وعلاقته بالمکان، والحيز، والبيئة، وتناولت تشکُّل الفضاء السردي في وکالة عطية من خلال عدة جوانب: الجغرافي، والنفسي، والهندسي، والاجتماعي، والتاريخي (الزمني)، والعجائبي (الأسطوري)، والفيزيائي (الطبيعي)، وکيف أسهم توظيف الکاتب لهذه الأبعاد في تنظيم وتشکيل الحيز الفضائي داخل النص السردي، ثم تناول البحث تقنيات الکاتب السردية في بناء الفضاء، فتوقف أمام الوصف في وظائفه، وأشکاله، وواقعيته، وأبرز خصائصه.
وأخيرا آمل أن تکون تلک الدراسة المتواضعة مساهمة في تحليل بنية الخطاب الروائي العربي، وخطوة على طريق دراسة مظاهر التقنية الروائية.
والله أسأل أن يلبس هذا العمل ثوب القبول، وأن يجعله خالصًا لوجهه، نافعًا لمن قصده، إنه-سبحانه- ولى ذلک، والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.